كان العاملون في مجال المساحة ورسم الخرائط من أوائل من استفادوا من نظام التموضع العالمي (GPS) لأنه أدى إلى زيادة كبيرة في الإنتاجية ونتج عنه بيانات أكثر دقة وموثوقية، ويعد نظام التموضع العالمي اليوم جزءاً حيوياً من أنشطة المساحة ورسم الخرائط في مختلف أنحاء العالم.
يوفر نظام التموضع العالمي، عندما يستخدمه المهنيون المهرة، بيانات عن المساحة والخرائط على درجة عالية من الدقة. وتكون عمليات جمع البيانات التي تستند إلى نظام التموضع العالمي أسرع بكثير من تقنيات المساحة ورسم الخرائط التقليدية، مما يقلل من كم المعدات والعمالة اللازمة، إذ يستطيع مساح واحد الآن أن ينجز في يوم واحد ما كان يقوم فريق كامل بانجازه في أسابيع.
ويدعم نظام التموضع العالمي رسم الخرائط وعمل النماذج الدقيقة للعالم المادي – من الجبال والأنهار إلى الشوارع والمباني إلى خطوط المرافق وغيرها من الموارد. ويمكن عرض الخصائص التي يتم قياسها باستخدام نظام التموضع العالمي على الخرائط وفي نظم المعلومات الجغرافية (GIS) التي تقوم بتخزين ومعالجة وعرض البيانات ذات المرجعية الجغرافية.
وتستخدم الحكومات والمنظمات العلمية والجهات التي تقوم بالعمليات التجارية في جميع أنحاء العالم نظام التموضع العالمي وتكنولوجيا نظم المعلومات الجغرافية من أجل تيسير اتخاذ القرارات في الوقت المناسب والاستخدام الحكيم للموارد. ويمكن أن تستفيد أي منظمة أو وكالة تحتاج إلى معلومات دقيقة عن موقع أصولها من الكفاءة والإنتاجية التي يوفرها نظام التموضع العالمي.
وخلافاً للتقنيات التقليدية، لا تتأثر عمليات المسح التي تتم باستخدام نظام التموضع العالمي بقيود مثل وضوح خط الرؤية بين محطات المسح. إذ يمكن نشر المحطات على مسافات أبعد من بعضها البعض، ويمكن للمحطات أن تعمل في أي مكان تتوفر فيه رؤية جيدة للسماء، بدلاً من أن يقتصر ذلك على قمم الجبال البعيدة كما كان مطلوباً من قبل.
ويكون نظام التموضع العالمي مفيداً بشكل خاص في مسح السواحل والممرات المائية، حيث يكون هناك عدد قليل من النقاط المرجعية الأرضية. إذ تجمع سفن المسح بين أوضاع نظام التموضع العالمي وقياسات العمق باستخدام السونار من أجل عمل الخرائط الملاحية التي تنبه البحارة لتغير أعماق المياه وللأخطار الموجودة تحت الماء. ويعتمد أيضاً بناة الجسور ومنصات النفط البحرية على نظام التموضع العالمي للحصول على مسوحات هيدروغرافية دقيقة.
يستطيع المساحون الأرضيون وراسمو الخرائط حمل نظم التموضع العالمي في الحقائب التي تُحمل على الظهر أو وضعها على المركبات للسماح بعمليات جمع سريعة ودقيقة للبيانات، وتتواصل بعض هذه النظم لاسلكياً مع أجهزة استقبال مرجعية من أجل تقديم بيانات مستمرة، في الوقت الفعلي، وعلى مستوى من الدقة يصل إلى حد السنتمتر الواحد، ومكاسب إنتاجية غير مسبوقة.
ومن أجل تحقيق أعلى مستوى من الدقة، تستخدم معظم أجهزة الاستقبال المخصصة للمسح أثنين من ترددات الراديو لتحديد المواقع هما: L1و L2. ولا يوجد حالياً إشارة مدنية تعمل بشكل كامل على التردد L2، لذلك تستفيد أجهزة الاستقبال تلك من قوة إشارة عسكرية تعمل على التردد L2 باستخدام تقنيات غير مشفرة "codeless".
يقوم برنامج التحديث المستمر لنظام التموضع العالمي بإضافة إشارة مخصصة للأغراض المدنية على التردد L2 تدعم تحديد المواقع بدقة عالية دون استخدام الإشارات العسكرية، ويقوم برنامج التموضع العالمي أيضاً بإضافة إشارة مدنية ثالثة على التردد L5 من شأنها تعزيز الأداء بشكل أكبر. ولن تقوم الحكومة بعد عام 2020 بدعم إمكانية الوصول لإشارات نظام التموضع العالمي العسكرية باستخدام تقنيات غير مشفرة "codeless".
أعرف المزيد عن تحديث نظام التموضع العالمي...
أعرف المزيد عن إمكانية الوصول لإشارات نظام التموضع العالمي باستخدام تقنيات غير مشفرة "codeless"
” إن تكنولوجيا "نظام التموضع العالمي" هي الأكثر فعالية واتساقا بين نظم الإسناد القارية في الأرض. إن التزايد الهائل فى استعمالات النظام وكلفته الاقتصادية جعلاه الأسلوب الفني الأدق والمفضل لعمليات المسح الجيوديسية المستدامة فى قارة افريقيا.“
كلود باوتشر، الأمين العام السابق للرابطة الدولية للجيوديسيا (IAG)
المـزايـا
- مكاسب كبيرة في الإنتاجية من حيث الوقت والمعدات والعمالة المطلوبة
- قيود أقل على التشغيل مقارنة بالتقنيات التقليدية
- تحديد دقيق للخصائص المادية التي يمكن استخدامها في الخرائط والنماذج
- إيصال أسرع للمعلومات الجغرافية التي يحتاج إليها صناع القرار
- نتائج مساحية على مستوى السنتيمتر في الوقت الفعلي